عند اشارة المرور

كنت ذاهبة الى عملي في وسط المدينة ..أركب سيارتي المكيفة والتي بدت كقطعة جليد من تكثف الهواء البارد داخلها يكيد الجو القائظ خارجها

استوقفتني اشارة مرور..اقتربت فتاة في الخامسة من عمرها تطلب نقودا ..لم أعرها اهتماما..باشرت عملي على كمبيوتري الشخصي ..لمحت الفتاة تضع خدها المتورد من حرارة الشمس على زجاج السيارة البارد..وسرعان ما أخذت شبه غفوة..التمست جزءا يسيرا من البرودة تطفيء لهيب القيظ الذي يحتويها..تلاشت أفكاري ..تجمدت أناملي من اللعب بأزرار الكمبيوتر..

توهجت الاشارة الخضراء وانطلقت سيارتي فيما انطلق عقلي يفكرمليا..فشيء مثل هذا يجعلك تتغير..بل يجبرك على أن تفعل شيئا ما ..شيئا يكسر روتين حياتك العملية الناجحة ..كمساعدة هؤلاء الاطفال بشتى أنواعهم ..حيث الطفولة أجمل ربيع يمر في حياة كل منا..

*****************************************************

ورطة

في احدى سفرياتي …تجولت في الأسواق القريبة من الفندق الذي أقطن فيه..تمشيت قليلاً…ولما عزمت على العودة قبل أن يحل الظلام …تفاجأت أنني نسيت اسم الفندق واسم الميدان.

ليست هنا المشكلة …المشكلة تكمن في قلة من يتكلمون الإنجليزية والعربية هناك …وحتى إن وجدت أحدهم فإنجليزيته وعربيته ضعيفة جداً..من الصعب أن يفهمك

ورطة واجهتني حيث أنزل لأول مرة في مكان ليس فيه أصدقاء ولا معارف..

أجهدت نفسي لحين تذكرت أن الفندق يقع على جانب قناة مائية …ولما وجدت القناة..مشيت بمحاذاته حتى وصلت الفندق ..وبعدها قررت فصاعداً ملء جيوبي وجيوب حقيبتي ببطاقات الفنادق التي أنزل فيها ..وأصطحب معي أحداً..