بالرغم أن لدي نافذة في غرفتي مثلما لدى الجميع..إلا أنني جعلتها مصدر عملي ورزقي

لأن ما يشدني خلالها من مناظر ..أستطيع حبكها كقصة أقصد بها بعض الصحفيين المبتدئين فأنال بعضا من النقود

فكان عملي قمة في التسلل لما يدور في دهاليز حارتي.

وذات يوم تحول انتباهي الى رجــــل كبير في السن بقامته النحيفة جدا..

تقدم نحو حديقة جاري ..أخذ يحتل زاوية فيها..حيث الطيور تأتي لتريح أجنحتها ولتجد شيء تنقره.

أخرج الرجل بكل هدوء يده مليئة بفتات الخبز من كيس كان يحمله..

مما استحضر فضول الطيور ..رفع يديه عاليا الى الهواء وبدأ يقلد أصوات الطيور التي ترددت في باديء الأمر…

ولكنه بطريقة ما أقنعهم أنه لن يؤذيهم ..الحب في عينيه كانت شهادة لهم بذلك..

أحاطته الطيور ..راحوا يملأون أمعدتهم و أخذ البعض يستقر فوق قبعته..

بدا كأنه جد يلاعب أطفاله المشاغبين..

في ركـــــــن الحديقة شاهدت تطور سلسلة من الحب بين نوعين من المخلوقات لا يجمعهما تشابه من حيث مظهرهما الفسيولوجي

لكنهم يتشاركون مشـــــــــــــــــــــــــاعر الحب.