احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الحلم الأخير

الحلم الاخير

 

مشى مجهداً إلى المخيم الذي يُقيم فيه مع الآلاف مثله..مستسلماً لقدره ..جلس على أرضٍ نحاسيةٍ ..تكسو وجهه ذرات تراب تائهة..جسده هزيل ..غائر ..هواءٌ جاف ٌفاترٌ يخنقه ..عيناه المتعبتان تريان الغبار والموت..قصته لم تُحكَ..وجهه يبدو كالحزن المنسي ..جسمه محروق من شمس الفقر النائي .. يعلم أن وجودَه لا يهم أحداً..كان تفكيره محصوراً بها ..بطفلته..التي كانت تترامى على راحتيه كماء ونور ترقد الآن كرزمةٍ يسهل كسرها….صدرها الواهن يعلو بألم وشفتاها الصغيرتان ترتعشان بشدة.
عليه أن يعرضها على الطبيب (تحتاج إلى مستشفى ..بأقصى سرعة..لا نملك إمدادات) ..(انتظر قراراً من لجنة حقوق الإنسان)..(أعطها شيئاً مؤقتاً الآن).
ذهب إلى خيمته..يمسح بلورات العرق التي تتسابق على سحنته السمراء..جرحه المفتوح غائرا في ملح التشرد والضياع
انتظر كثيراً..جاءت مندوبة ..طلبت رؤيتها ..أخذتها ..وبعد دقائق ..أعادتها مع ابتسامة مصطنعة ..وخرجت.

اعتقد أنها أعطتها دواء..تراءى له أنها تتنفس بسهولة..ربما غدا سوف تفتح عينيها

تربص به الخوف والقلق مجددا على ابنته ..فقد كان وجودها يحوي حزنه وقهره..فهي من تصنع الفرح له
إذا ما انشق الصبح في اليوم التالي وأعلن عن وصوله ..أيقظته رطوبة الأرض ..راح يحدق حول نفسه ..حرك يديه ورجليه المتصلبة ..حمل جسد ابنته ليدفئه..لم يعد صدرها يعلو كما كان…رائحة فاحت من ملابسها..
..قدمت اللجنة أسفها العميق ..كان الهدوء يعمُّ المكان ..حيث افترشت الأرض حُلُمَه الأخير.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق