احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

استجــــداء

 

كنتُ أمشي في الشارع ِ ظهراً..أستـَجدي ذوي القلوب الرحيمة لإعطائي القليل مما في جيُوبهم..بَعضهم كان يَدُسُّ بيدي بضعة نقود..والبعض كانوا يُظهرون ملامح عابسة ومتجهِّمة .
طــلَّ فتى يَكبُرني قليلاُ.. يرتـَدي أسمَالاً بالـِية مثلي تـَماماً..أخَذ يَسألـُني عَن وجهَة بعض الأماكِن ..وكيف السبيلُ إليها ..
قـُمتُ بالإجابةِ عليها قـَدرَ استطاعـَتي ..فـَاجَأني عِندمَا اقتـَرَب مِني كثيراً وَطلبَ اعطاءه بَعضاً مما جـَمَعته اليَوم ..
لـَبسني الرُعب وحَاولت اقناعهِ بأن ما لديّ لم يكـُن ليـَكفيني لِهذا اليَوم وأنني تعـِبتُ في الحصول ِعلى القليل ِمما في جيوبِ الناس ..ومن الصعب أن أعْطيه ما بـِحوزَتي.
احّمرَت عيناه ..وظهر الغضَبُ على وجههِ وعضلات ِساعديه..فتسارَعت خفقات قلبي مِثلَ حبات رملٍ في ساعةٍ زجاجية واعتراني البـُكاء خَوفا ًمن بطشِه..
انتبهتْ سَيدة بالقربِ منا كانت تتسَوق وتشتـَري بعض الخُضروات والفاكهة من الباعةِ المتراصّين في السوق..
التفتت نـَحوي وقالت تـَستفسِر : (رَأيتكَ تبكي ..لِماذا ؟)..فتدّخل الفتى الكبير بسرعةٍ قائلاً بإسلوب ِ بائس : (هذا أخي لا يسمع ولا يتكلم ..يبكي لأنه جائع ..).تذكـّرتُ أن ّهذا أسلوبنا في استـِجداء الناس للنقودِ ..فسرعان ما نظرتُ إليها أتصنـّع الحُزن والبُكاء وأمَثــِل شخصية أبكم .
وأخيراً ..حَصلنا على ما يُسعِدنا لهذا اليوم أنا وزميلي .. تشارَكنا ماجادتْ بهِ يـَد السيدة ..
وبعدها افتـَرقنا وكل واحد منا يـُفكـِّر أين سيـَشحذ في الغدِ الباكـِــر.
**

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق