احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

حب في وسط الشارع

ما أن سمح لخواطره أن تكسر طوقها فتنطلق على سجيتها..حتى قادته قدماه إلى مكان يشعر بالانتماء إليه..صوت الشارع كان خافتاً .. امرأة مع ولدها..تقف أمام زجاج أحد المحلات المنتشرة بالشارع.. كانت نظراتها تطل من خلال النقاب الذي تلبسه ثاقبة لا تخطئ الهدف..إلى عينيه تماماً…جرى ولدها نحوه والفرحة تتناثر في صوته وهو يصيح( أستاذ سيف..أستاذ سيف).. وقف لا يلوي على شئ.. سوى أنه مدّ يده ليصافحه.. كان (رائد) أحد طلابه في المدرسة التي يعّلم فيها…أشاحت بنظرها حين رجع إليها ولدها مسروراً بلقاء معلمه..

حالة شلل كامل سيطرت على كيانه.. شعر أنه بحاجة إلى طاقة هائلة ليجر قدميه اللتين ثقلتا فجأة.. إحساس بالضيق والألم… استدار بخطوات ثقيلة راجعاً ..اكتشف أنه يسير في زقاق مسدود.. وقف لحظة حائراً لا يدري إلى أين يذهب !!وكيف يتصرف!!

أخذ يعيد تقييم الموقف… أصبح كل أمله محصوراً في أن يصل إلى منزله في أسرع وقت ممكن ليضع نهاية لمعاناته النفسية…

في اليوم التالي ..انتهى الدوام المدرسي.. وكعادته كان يودع آخر تلميذ له عند باب المدرسة ومن ثم يعود هو إلى منزله….

كان( رائد) الطالب الأخير الذي ينتظر سيارته.. تردد في أن يسأله عن تلك المرأة التي كانت ترافقه في ذلك اليوم .. ولكنه عدل عن ذلك حين اقتربت السيارة ..كانت تجلس في المقعد الخلفي ومازالت نظراتها معلقة به… انتابته أحاسيس متضاربة …ثمة أسئلة معلقة في فكره..

من هي؟؟ هل تعرفه؟؟ هل يعرفها؟؟؟ لماذا تركز نظراتها عليه؟؟

وفي اليوم التالي أيضاً التقت عيناها بعينيه.. فيهما دعوة مع تعبير ينم عن فرحة أكثر مما يعكس عن إعجاب..هذا ما هداه تفكيره إليه…

اعترته دهشة لم يستطع أن يحكم السيطرة على تعبيرات وجهه عند الإحساس بها.. ازداد رغبة في معرفة ما يجول في خاطرها.. تشجع في اليوم التالي..وعند باب المدرسة سأل تلميذه عن من يأتي ليقله من المدرسة.. فقال رائد: إنها أمي.. ونحن نعيش عند جدي.. وحينها أتت السيارة ومازالت نظرات عينيها مثبتتان على عينه…. استقر به التساؤل في أن يسأل عن جد الطالب…فكانت المفاجأة التي جعلت قلبه ينبض بعنف خشي من قوته أن تقضي عليه…

تذكر حينها تلك التي عاشت في الماضي ومازالت تعيش بقاياها في نفس عالمه غير منسية تطل عليه من حين لآخر بصورة غائمة…

تلك الفتاة ابنة الجيران التي عاش طفولته معها بكل تفاصيلها.. كان يحبها..كان يعمد الى إيقاف السيارات في الشارع الذي كانت محبوبته تقطعه لتصل إلى مدرستها في الجانب الآخر .. لم يكن يهمه ما إذا كانت السيارات تقف عطفاً على فتاته التي كانت تعاني من عرج بسيط في قدمها اليسرى أم لا.. فقد كان جل اهتمامه أن تمر بسلام من وإلى مدرستها.. ولكن القدر لم يجمعهما حيث قسوة الأب الذي قام بتزويجها رغماً عنها في سن مبكرة وحرمها من مواصلة التعليم المحبب إليها.. فآثر الابتعاد إلى مدينة أخرى لينسى محبوبته ويواصل تعليمه الجامعي.. وبعد تخرجه رجع الى مدينته وصار معلما في احدى مدارسها…..

ولكنه لم يمنع نفسه من الإحساس الغير منطقي بالأمل الذي تشبث به.. أخذت ضربات قلبه تزداد عنفاً حين كان ينتظر سيارة تلميذه رائد بفارغ الصبر.. لمح السيارة تقف عن بُعد في الشارع المقابل في الاتجاه الآخر ..أمامه مباشرة… فتحت باب السيارة الخلفي ونزلت منه..راحت تخطو نحوهما تقطع الشارع..إنها هي ..محبوبته بعرجتها البسيطة..هرول إلى الشارع يسبقه قلبه نحوها.. وراح يوقف السيارات لكي تمر محبوبته … غير آبه عما يدور في خلدهم.. نظرت إليه نظرة جانبية وابتسمت… ضمت ولدها وأرسلت إليه صوتها يقول: مازلت أحبك….

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق