ذات عمر ..كنت على متن طائـــرة تحلِّق نحو وطني ..
مقعدي لم يكن مع عائلتي ..جلست بين رجل أعمال في منتصف العمر و رجل مسن للغاية ..
بعد الإقـلاع ، قلبت منضدتي وسحبت كتابا كبيرا من حقيبتي و قلما و ورقة ..استعددت للتحضير لامتحاناتي المقبلة
الرجل المسن بجانبي سحب كتابا من حقيبته و وضعه في طاولته ، ابتسمنا لبعضنـــا البعض
كانت لحظة مشرقة من التفاهم المتبادل بين الأجيال..اضمحلت فجوة بيننا ففي تلك اللحظة كنا نجلس بهدوء و نقرأ كتابينا ..
بمجرد الاعلان عن هبــــــوط الطائرة ..استعديـــنا لإرجــــاع الكتب والطاولة أماكنها ..حينها سألني المســِـن عما كنت اقـــرأ ؟
شرحت له أنني استعد لامتحاناتي المقبلة و أعمل على مراجعتها ..قال لي بمرح : عندمـــا كنت شابا كنت مثلك أقرأ كتبا ضخمة وكبيرة مثل كتابك ..
أما الآن فأنا أقرأ أشياء كهذه ( مشيرا الى كتابه )
كان كتابه عبـــارة عن مجلد لقصص أطفال مصورة وتبدو جميلة ..
في مجـــــرى الحياة كلها نعود إلى الطفولة ..و تلك هديــــــــــــــــــة نحتاج إليها كثيرا .

**