لا أزال عالقة في العادة القديمة التي علمتني إياها ..
مثل كل صباح آخر على مدار السنة الماضية أجلس في الشرفة مع فنجانين من القهوة و انتظر أن تأتي ..ومثل أي يوم آخر لا أدري لم لم تأتِ ..
في مكتبي أستمع إلى أصوات مفاتيح الأدراج و الورق و صانعة القهوة..أضع فنجانين ساخنين من القهوة على مكتبي طوال الوقت ..وبنهاية اليوم تمتلىء سلة القمامة بأكواب بيضاء مليئة بالقهوة الباردة ..
أتساءل أحيانا ما الذي تفكر فيه الخادمة كلما رأت تلك الأكوام من الأكواب ..
في منزلي ..أضع عبائتي على الكرسي و هاتفي الخلوي على الطاولة ومفاتيح سيارتي قربها ..أذهب إلى وعاء القهوة لأجدد حبيبات القهوة من أجلك ..امشي نحو الأريكة و التقط (ريموت) التلفاز ..لا انزعج أبداً بتغيير القنوات من يوم إلى آخر .. أسمع ضجيج صانعة القهوة ..أقوم بسحب الكوب المفضل لديك ..وللعلم لم أرتشف من القهوة منذ ما يقرب العام من غيابك ..أقوم بملء الفنجانين إلى الحافة ..والبخار يهمس ويملأ أرجاء الغرفة بعبق ذكرياتك ..
أضع القدحين على الجريدة المطوية على صفحة الوفيات و ابتسم ابتسامة صغيرة .