احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

كنتُ أرســـــــم..

كنتُ أرسم ..
ما زلت أتذكر ذلك ..
كنتُ في المدرسة الثانوية حين اعتقدتُ أنني أُجيد الرسم ..أو على الأقل أمتلِك مَوهبة الرسم دوناً عن أصدقائي ..
كنتُ أجمع مصروفي اليومي لِشراء أوراق وأدوات الرسم ..
في البداية تابعتُ مساراً تقليدياً جداً ..اشتريتُ كتاباً عن فنِ الرسم ..و رُحتُ أُكرِّر الصور في الكتاب ..
جاءَت رُسوماتي تقريباً جيدة ..لا أدّعي الكمال ..لكنها جاءت أكثر من رائعة ..
لكنني بعد فترة من الوقت أحسستُ بالمــَلل.. فتركتَها ..
ذاتَ مَساء كنتُ أجلس في المطبخ أُراقب أمي وهي تَصنعُ لي (كيكة ).. 
لاحظتُ حِينها كيف ارتَدَّت أشعة الشمس على كَومة رقائـِــق الألمنيوم التي كانت تستخدمها أمي ثم ترميها..وكيف تحَولت إلى مَنشُور ..مَنشور صبّ ألوان قوس المطر عَليها ..
لاحظتُ أشعةً و بَعضاً من ظِل ..أشكالٌ غريبة أخذت تتكَون ..فَتنَتني ..وسُرعان ما أنقذتها مِن سَلة ِالقمامة ..
ثم في غرفتي ..أخرجتُ أدوات الرسم وبدأت أُبدع عَالمي ..على الرغم أنها أخذَت مِني وقتاً طَويلاً إلا أنهُ لم يُصبُني الملَل بل جدّد فيّ الإثارة نحو الرسم والاستكشاف..
حالاً ..أصبح كُل شيء محتمَل في الأفق..
في نهايةِ المَطاف كانت كل رسُوماتي دِراسات عن الضَوء و الظِل و الملمَس ..بَعضها جاء بطريقةِ الكُولاج أُضيف إليها بعض أشياء مِثل أجزاءٌ مِن لحاء الشجر ..أو قِطع معدنية صَدئِة من حديدٍ خُردة..أو حَشوات السجائر المتناثرِة فوق طاولات المطاعم ..
أصدقائي وعائلتي لم يَستسيغوا هذا الفن وما كُنت أرسمهُ أو أُضيفه..
كانَت صدمةً لي ..استنفَذت أعمالي الفنية وقتاً طويلاً من حياتي ومالي..و لكن لم أجد مَن يُشجعني أو يـــَأخذ بيَدي ..
فَجأة تَوقفت ..تَوقفت عَن البَحث عَن الابداع ..و توقفتُ عن رُؤية ِالعالم بِعين فَنان..
لا أعرف حقاً لم ؟؟
نَظرتُ إلى كـَـــــومةِ رقائق الألمنيوم التي احتفَظتُ بها مُنذ ذلك اليَوم ..لم أرى قَوس المَطر فيها ..
بل كلُ ما رأيت رقائق ألمنيوم .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق