احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

كفن ابيض

حَضر لزيارة أمه ،عاتبَته لِعدم زيارتهُ لها كثيراً ..
شاهدَته يدُور بعينيهِ أرجاء الغُرفة ..لاحظَت تبلُّد صَدره..
حدَقت في وجههِ باهتِمام ،و بصمتٍ حدَّثت نفسها (ابقى بعيداً عن المشاكل يا بني) ..( دع عَنك الأفكار الخاطِئـــة)..
وكأي أُم راحت تُدقق في صِحته تَسأله : ( أتأكُل جيداً يا بني ؟).. (أتنعُم بالراحة ؟).. (مَاذا تَعمل ؟؟اخبرني )..
أجابها بِكل شيء وهو يتَجنب النَظر نحو أمه ..أصابعِه قلقِة تتَحرش بحوافِ الطاولة الخشبية الصغيرة التي يجلسان حَولها .. 
أضافَ يقول: (أحبك يا أمي ..وأحب الكبسَة مِن يديك)..
احتَضنها و غادَر ..
اصخَت السَمع ، كانت هُناك سيارةً تنتظره.. تجمَّدت أطرافها بعَد أن فرَّت السيارة بهديرها العالي ..
تمَر الليالي والأسابيع ..تعلَم أن ابنَها مُتورط ..
رأت صُورته في نشرة الأخبار ..أصبح رقماً مطلوباً في العدالة ..
أرسلَت صَوتها نحو السماء تدعو له ولم تمِّل الدُعاء ..
يوماً بعد يوم ..كان الحِزام الناسِف قد سَحق عِظامه وسَحق أحلام الأبرياء ، 
سَحق الحُب وسَحق أمـــه..
حين كانَ صغيراً كان خجولاً مرحاً ..كانت ابتسامَته لا تَترك وجنتيه ..
أيقظَها من الذكريات مَشهداً أثيرياً قاسٍ على مَسافة بين مِقعدها و شَاشة التلفاز
أغمَضت عَينيها ، ذَرفت دَمعة حارقة دَثـــَّرت بَصرها بكَفنٍ أبيض .


**

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق