احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

وداع برائحة الأمس

وداع برائحـــــة الأمس

  
 
ما أجمل تلك الصباحات حين كانت تلك الدُرر العاجّية تسقط تباعاً من أفواه طفولتنا ......لتنسج لنا قصصاً مثيرة ما زلنا نرويها لأطفالنا.....كانت  تسقط تارة ونحن نلوك بتلك القطع الصغيرة التي تسمى اللبان او(العلكة)....أو حين نمضغ طعاما قاسيا فنحس بها ونحاول أخراجها بمساعدة أمهاتنا...وتارة نجدها بين ثنايا وسائدنا حين نستيقظ...نعدو فرحين حيث جداتنا اللاتي يحتللن مكاناً في الشرفات مع اشراقة كل صباح...يٌعرضن جدائلهن الثلجية اللون لأشعة الشمس  لتساعد حرارتها في تسهيل تمشيطها كي لا تزداد عدد الشعيرات في اسنان المشط..
ما يُسعدهن رؤية تلك الدرر في أكف أيدينا  الصغيرة....فتهتز أصواتهن مع نغمات ذلك اللحن التراثي الذي يبدأن بترديده عن أسنان الطفولة الجذلى....وكأنهن يناجين مولودا بداخلها..ومن ثم يقمن بتجهيز طعام خاص من حبوب القمح والسكر...يقدمنه لأفراد العائلة اللذين يدركون ان هناك سنا لبنيا سيودع وتقام من أجله اللحظات الجميلة...
كانت الجدات يأمرننا بوضعه تحت وسائدنا ليلا...لنجد بدلا منه قروشاً حين نفيق صباحاً.....وكم سألناهن مراراً عن ذا الذي يأخذ أسناننا الصغيرة ويضع مكانها قروشاً تسعدنا....  فيقلن أنها هبة من الله ولا يحق لنا السؤال عن رسولها..
لذا كانت السعادة تغمرنا جميعاً حين كانت تسقط لأحدنا سنا...
مرت شهور كثيرة عرفنا بعدها من يقوم بوضع القروش بدلا من الاسنان اللبنية حين مرت على وداع جداتنا الى مثواهن الاخير شهور كثيرة فقدنا فيها الكثير من الدرر العاجية وفقدنا معها عذب النغمات ولذة القمح وفرحة القرش.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق