احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

لقـــاء الأحبــة

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




لقاء الأحبة



عاد الطبيب إلى مقعده بعد أن انتهى من فحص ابنتي ذات الثلاثة أعوام..
كانت ملامحه تنم عن قلق..سؤالي قطع حيرته(ما الأمر؟ أرجوك افصح..)
رد وقد تجهم وجهه بمسحة من ضيق..(لا أخفي عليك ..فالمرض قد استشرى إلى حد كبير..)
أخذت أجفاني ترتجف إيذاناً بتدفق العبرات التي انهالت بدون استئذان ..قمت من مكاني أجر جسدي المتهالك..
أزاحت الممرضة الستارة بعد أن ألبست صغيرتي التي بدت كمومياء تتحرك..رأتني..ابتسمت
وراحت تتأهب لضمي لها شارعة ذراعيها..احتضنتها حتى حسبتها تلج قلبي عبر صدري ..
صدري الذي راح يلهج بذكر الله ..ويقرأ بضع آيات قرآنية تلهمني الصبر والسلوان..
بعد عدة أيام..كانت ابنتي تلفظ أنفاسها الأخيرة ..تستقر عيناها الوادعتان عليّ وكأنها تقول..
(ماذا يحصل يا أمي ؟ لماذا تدمعين؟ لم أرقد على السرير الأبيض؟ لماذا يقف هؤلاء الرجال ذوي المعاطف البيضاء من حولي؟ لم كل هذه الأجهزة والأسلاك الشائكة حول جسدي؟
لماذا تقبّلينني كثيراً ؟ لماذا أحسّ بأنسامك تفور؟ ألن نرجع إلى البيت لألعب مع بنات الجيران؟
ألن تضميني إلى صدرك مرة أخرى ؟ أليس العلم تقدم كما يقولون؟لماذا لم أتحسن رغم الدواء؟
لماذا فشلت أدويتهم هذه المرة ..فيما أسلحة الدمار التي يخترعونها لم تسجل أي فشل على البشرية على مدى قرون طويلة؟
إلى متى سأبقى هنا ؟ و.. وخفت بريق عينيها ..وأسدلت ابنتي جفنيها..
استسلمت أن الأسئلة انتهت ..وانتهت معها حياتها..أغمضت عيناي لأحتفظ ببريق نظرتها الأخيرة ..
دفعوني خارج الغرفة..ما زال عبق أنسامها تحتويني..رجعت إلى البيت ومعي إصراري بأن أرى ابنتي في جنات الخلد..وعدت ذلك نفسي..رغبة أن يكرمني الله الجنة لأرفل بنعيمها وأحقق ما صبوت إليه في دنياي ..لقائي بإبنتي .





**

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق