احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

قصة حياة رجل

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


قصة حياة رجل



وضعت لتوي سماعة الهاتف.. أحس بقلبي يزغرد فرحاً ويرقص طرباً حين أبلغتني زوجتي الحردانة منذ ثلاثة أسابيع بأنها ستعود إلى البيت .. بعد أن وسّطـــت وللمرة الأولـــى بعض من الأقرباء ليقنعــــــوا حماتــي في رد ابنــتها إلى منزلــها ..وهذه قضية أخرى ..
أم زوجتي والتي يسمونــها حماتي.. تلك التي لا أجد لي مكاناً في قلبها وعقلـها ..فأنا كالشوكة في بلعومها كما تقول للآخرين .. ثقيل الدم..غير مهضوم.. ومع ذلك أجدها كثيرة التردد إلى منزلي..تزور ابنتها بمناسبة وبدون مناسبة ..لم أمانع ولم أحتج.. لأسباب عدة..منها أنني مغرم جداً بابنتها.. أم أطفالي..وأيضاً لأنها وحيدتها..أحمد الله كثيراً لأنه منحني برودة أعصاب مميتة وطـــول بــــال لا نهــــاية له… فليس لي مثيل بين أقراني وزملائي في العمل الذين كانوا يحسدونني علــى تلك الصفة النادرة في زوج يملك مثل تلك الحماة .. ولكن مصيبتي تكمن أن زوجتي تسمع كلام أمها في كل شاردة وواردة.. فكثيراً أجدها تحزم حقيبــتها وتأخــذ الأولاد وتضرب عرض الباب.. هذا المشهد تعودت عليه.. ولا يمر يوم أو يومان فأجدها في المنزل وكل شي على ما يرام .. وكأن شيئاً لم يكن.. وأنا بدوري لم أعد أســــأل أو أستفسر أو حتى أعتذر.. لأنني وبصراحة لا اعرف أي ذنب اقترفت..
ولكن هذه المرة طالـــت المدة ..ثلاثة أسابيـــع ..كثيرة .اشتقـــت لهــا..واشتقـــت لأولادي.. ( وحتى لا اسبق الأحداث ..كانت زوجتي خلال كل حـــردة ترســـل لي غدائي وعشائي يومياً ).. فما أن هاتفتني وأخبرتني أنها تهم بالرجوع إلى المنــزل.. آليت أن آتي لأقلها بنفسي وعرضت عليها بالذهــــاب سويــــاً إلى مطعم أدعوهـــا للعشاء .. ولنقضي وقتاً سعيداً في جو ملئ بالطرب والموسيقى ..بعيداً عن الأولاد والبيت..
دقائق وكنت عند باب منزل والدتها.. رأيتها تخرج وعلى شفتيها ابتسامة أعشــــــقها دوماً .. حلّق قلبي لها لوهلة ثم توقف عن التحليق فجأة … عندما لمحت ظلاً يتبعها مــن الخلف .. وإذا بنور مصباح الشارع يكشف لي أنها حمــاتي.. آتية معنا ولا محالة.. آهة زفرت من أعماقي.. أدركت أن شيء ما سيحتويني هذه الليلة .
وصلنا إلى المطعم الذي كانت أجوائه تطرب الغاد والرائح.. وقفنا حول الطاولــــة المحجوزة من قبلي .. علامات الانزعاج بدت علـــــى وجـــه النـــادل حـــين رآنــا ثلاثة ..أشرت إليه معتذراً .. فاضطر إلى جلب كرسي ثالث وكوب ثالـــث وأدوات طعام لشخص ثالث.
بدأت أغازل زوجتي بنظراتي الولهة والعاشقة .. كانت حماتي تنظر إلي بازدراء تــارةً والى المسرح تــارةً أخرى.. وبعد أن تناولنا العصير.. رأت زوجــــتي أن أدعــــو أمهـــا إلى الرقص .. فقط حرصاْ للبروتوكول ..فقمت أوجّه الكلام لحماتي.. ( هل أنال الشرف برقصة معك؟؟) .. نظرت إلي من أعلى رأسي إلى أخمص قدمي .. وهمّت بالنهوض وهي تتمتم بكلمات لم أفقهها.
أمسكت بيدها وبينما نحن نتوجه إلى المسرح ..راحت تهددني وتتوعدني إذا مـــا دست على قدميها خلال الرقص فستلكزني على ركبتي.. وإذا ما تعمـــدت إلى دفعها لتصطدم بأحد الراقصين فإنها سوف تصفعني كفاً .. وإذا ما حشرتها بــين الراقصين على المسرح فستلكمني على بطني.. وحيث أن المسرح يغص بالراقـــصين مــن الرجال والنســـاء .. وقفت مكاني كالصنم لا يهز طرفاً .. عادت حماتـــي أدراجــها حيث زوجتي وقالت ( متمسكنة ).. ( زوجك أهانني أمام الناس.. كونه لا يعـــرف الرقص ..)
قامت زوجتي وقد احتقن وجهها غضباً وغادروا المطعم..
تركتنـــي لا ألوي على شيء .. رجعت إلى المنزل .. فتحت التلفاز ..جلست أقرأ كتاباً بعنوان (قصة حياتي ) ..ولكني أمسكته هذه المرة مقلوباً .. لا أدري لماذا ؟؟



****

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق