احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

كــــــان

يَقبع دفترُ مُلاحظات ٍفوق طاولة خـَشبية في زاوية ٍمِن زوايا غـُرفة المَعيشة ,خجلاً من شظيةٍ لنورِ الشمس السَاطع من النافِذة الوَحيدة ..تحتَه غِطاء أسود وَصُحف مَنزوعة الأورَاق تتَدلى مِن الدَفتر الذي تضَرر مِن تغليفٍ معَدني حَلزوني مُعوَج فشوَهه..وَحيدا ًيستند ُمرتاحا ًفي خلوَته ..خاليا ًمن الغبار الذي مَلأ أركان المَكان كله ُما عَداه..

في تلِك الزاويَة المَنسيَة التي كانت ْمُوطئاً له ُ..كان صَاحبه يُدون فيه ِكل يَوم ..يُغطيه بخربشاتهِ الطفولية ..قوَافي شِعر وَ رُسوماَت وأحلام.. كان يُحب الكتِابة عَن الناس ..عن امرأة تثُرثر جَانب زوجهَا..رَجل يَصطدم في طريقهِ إلى عَمله .. طفِل يَنام عَلى ذِراعي والدتِه ..بقلمِه كان يَتحَسس الأفكَار ..يَصف المَشهد والشَخصية ..كتَب عَن قبُلات البَراعم وعن عُيون الضباب ..وخُصلات مُنتصف الليل .

وبكثيرٍ مِن الصَبر كان يَتأمل كُل شَخص حَوله يُحلِق دَاخل حيَاته وشَخصيتهِ بكامِل عُيوبها وحَماسَتها فيُعالج القبيح مِنها ويُظهر المَحبة فيها .

كان مُحبا للجَميع ..كَتب عن الرُومانسية والجَمال .. مِن بين يَديه المُحطمة كاَن يَعمل على تقويم الشَخصيات لطريقةِ تأثيره وَتأثره عَليها ..يَعرف مَكامِنها الطيبة فيُفجِّرها مِن آثارها ليِغدو ذلكِ الشَخص جيدا ًوحَسن التعَامل .

كان وحيداً..

كانَ دفترَ مُلاحظاتِه شَريكه بل رَفيق دَربه..صَديقه الوحيد..مَازال لَديه العَديد مِن الصَفحات الفارغة .

كان يَكتب كـُل ليَلة ..

وكمَا الأيام تمْضي وتستـَمر .. فالصفَحات تتضَاءَل.

وفي أحد ِالأيَام ..رَحل ..غادَر الدُنيا سَريعاً ..كاَن مَوته مَجهول مَنسي.

جَاء مَالك مَنزله وَ قد وَجَدَ مُستأجراً جَديداً..أخرَج أثاث البيَت خَارج الشَقة ..كانوا يَنقلون الأثاث ..وعلى مِنضدة صَغيرة في زاوية المَطبخ بالقُرب مِن النَافذة ..كان هنَاك دَفتر المُلاحظات..حَمله العَامل بإهمال وقبل َأن يَرميه في سَلة المُهمَلات ..كان الدَفتر مَليئا ً.

**

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق