احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

نحـــو الشــمس (قصة للأطفال)

بيتٌ مِن الطابوق الأحمَر ..كأغلب البيُوت المُجاورة..تتمَدد خلفَه حَديقة صَغيرة مَفرُوشة بالعشب ِالأخضَر القصِير مُحاط بزهور ِالوردِ الجوري وَالأقحوَان والبتونيا..كانت الأقحُوانات تتمَيز بطولِها المعرُوف عن بقية الزُهور ..
احدَاهن كانت تَشرئِبُ بجذعَها أكثر نَحو السَماء..
- عَزيزتي..مَاذا تُحاولين أن تفعَلي؟؟
= احاول أن أصِل ..
- تصِلين إلى أين؟
= إلى السماء ..إلى الغيوم ..نحو دفء الشمس ..نحو كل شيء..
- يالكِ مِن اقحوَانة..هل جُننتِ ؟؟
لمْ تـُبدِ الأقحوانَة أي اهتِمام لِكلام صُويحِباتِها ..رَاحَت توجه بَتلاتها نحوَ أشِعة الشَمس..تتمتعُ بضوئِها الدَافيء في كُل مَكان ..بَينما استمَرت الأقحوَانات الأخرى في قضَاء يَومَهم العَادي ..
نسيمٌ باردٌ كدّر أورَاق الأقحوانة فجَعلها ترتعِد ..قالـَت بصَوت ٍعالٍ "يَوماً ما ..يُمكنني أن اقتـَرب مِن الشمس"..قلن لها باستهزاء و ضحك "و ربما سَتعانقين الغيوم.. " كانت تتغاضَى عَما يَقلنه ..
عَرفت الأقحوانة أنَّ نوعِية التُربة والسَماد الطبيعي والمَطر الغزير هي التي تُساعِد مع قدرَة الله لنمُو الأقحوَانات والتـَفرُد بالطول عَن بَاقي الزهور.. وَلكن فِي هَذا العَصِر يَبدو أن الأمر مُختلِف وَغريب أحياناً لِشُح المَطر واختِلاف نوعِية السَمَاد و قِلة الاهتِمَام بالتـُربَة ..
كانتْ تَحسِد نحلة العَسل التي تستطيعُ الطيرَان بحُرية على الأشجار وَتحَلِّق بجانِب الطيُور ..وتمُر بَين الغيُوم..
فجأة ً..سَمِعَت صَوتَ أزيز مَألوف ..شيء قادِم بستةِ أقدام يُداعِبُها بلطف ..
- مَرحبا ًيا اقحوانة ..
- َمرحباً.. لمْ أتوقّع مَجيئكِ يا عسّولة ..
- حَسناً..ها أنا حَضرت ..أحِبُ الحَديث مَعك ..وَاسمَحي لِي بقليل ٍمِن رَحيقك.
(كانت النَحلة عسّولة قد هَبطت مَرةً على الأقحوانة لِتنظِف قرني استشعَارها ..وَمِن يَومَها صَارتا صديقتين)
- عَزيزتي عسّولة ..كُنت سَأسألك شيئاً ما ..(توقفت الأقحوانة قليلاً)
= تابعي ..اسمَعك..(قالت النحلة )
- هل سَبق لكِ أن وَصلتِ نحو الشمس؟؟
= أنا ! لا ..أنا عـَامِلة في الخلية ..وَ وظيفتي مَعروفة ..لا أترُك الخلية إلا لأِجمَع رَحيق الأزهار ومِن ثم أعود ..
أمَا المَلِكة الأم فهي تستأطيع ان تعلو كثيراً نَحو الشمس..
- آه..(قالت الأقحوانة) ..وقد خاب أملها ..
= حسناً..عليّ الذهاب..رُبما أراكِ مرة أخرى ..فخـَليتي قريبَة مِن هنا..شكراً للرحيق..الى اللقاء.
- اهتمِّي بنفسِك..إلى اللقاء.
كانتْ الشمس قد حٌجبت بالكامِل ..ونسيمٌ باردٌ اجتاحَ الأقحوانة والمَكان ..
هَمَست الأقحوانات .."تصبحن عَلى خير.".
استَعدَت الأقحوانة لِلنوم ..ولـَكنها لَمِحَت ثغرةً صَغيرة فِي أحَد الغيُوم الوَردية في الأفق ..أطلّ مِنها شُعاع ضَوء قبلَ أن يَسقط عليهَا مُباشَرة ..
ابتسَمَـــت..وَهَمَست.."سَأحاوِل يَوماً مَا أن أصل إليك ايتها الغيمة..".

**

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق