احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

رقصــات الثلج

رائحــــة الصنوبر تكسو الهواء ..رقاقات الثلوج تتعلق بإفريز النافذة ..أصابع قدمي تتعمق طلباً للدفء تحت بطانيتي..
أرتشف كوب َ(الشيكولاتة) الساخنة ..و أقول ( ياللمفاجأة ..ستحاصِرنا الثلوج تقريباً بحلول ِالصباح ) بينما أنظر إليها وهي تندُف مثل راقصات الباليه العاجيّة من وراء الستارة المُخملية.
كانت أمي تجلِس على كرسي ذي ذراعين أمامي وقد انتهَت لِتوها من مكالمةٍ هاتفية هامسة لم أسمعها.. توميء لي مع ابتسامة خفيفة تتلاعب في شفتيها..
أنصُبُ حاجبي ..فيما أسحبُ بطانيتي الخضراء السميكة أغطي بها جسدي وأسألها (ماذا هناك ؟؟ ماذا هناك يا أمي ؟ ماهو المضحك في قولي ؟) اختلـَط فضولي بنغمة تصاحِب صوتي ..
قالت مُبتسمة (يبدو أن يَومك مليء بالمفاجآت)..وراحت ترتشِف قهوتها .
جلستُ مندهشاً ..وعيوني تتيه بين ابتسامتها المُتوارية وبين تسَاقط الثلج الغزير..أعودُ فأشرب من كوبي ثانية ..يُفاجئني صوت جرس الباب..
أنظرُ إلى أمي ..وألفّ الغطاء فأحتضنه طلباً للدِفء حول جسدي..
تضحك أمي وتقول ( هيا انهض..عليكً بفتحِ الباب ) فيما تتكيء على الكرسي براحة أكثر مع تنهيدة خفيفة ونظرة سريعة من عينٍ نصف مفتوحة..أضعُ كوبي ..وألقي بمِعطفي على أكتافي ..اذهبُ لأرى من بالباب ..أفتحه ..أجفل لحظات..
أكتافه العريضة تـُعانِق بلوزة سوداء ..عيناه..رموشه..شعره..تكشيرته المعهودة تضيء وجهه بعد أن أضحت دافئة ..أذابتها العاصفة الثلجية حوله..
( أبي !!) يسقط معطفي ..وأرمي نفسي إلى ذِراعيه فجأة..
(أهلاً بطفلي) يضحك ُعالياً ..ويضُمني بيديه بقوةٍ ويُقبلني ..أغمغِم إسمه في صدره الذي يُدفئني فأنصِت إلى إيقاع قلبه المُتدفق تحت أذني ..ألف ذراعي بلهفة ٍحوله .. يَرفعني فجأة ليُملِيء عينيه مني ..بينما أثبتُ سيقاني حول خصره لا أريد الفِكاك منه.. فيتوقف الوقتَ عندي تماماً..أحس بتورم قلبي .. يَدفعني بقوةٍ إلى جسمه ..ثم يُشرع ذراعه اليُسرى ليَضم أمي المُشتاقة فتهرول نحوَنا تحتضِنه وتهمِس بحرارة أذابت الجليد (يكفينا غـُـربة)
يَرقص الثلج حولنا بينما ندندن (اشتقت لك)..كانت الجملة التي سمِعها مني وسمِعتـُها مِنه .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق