احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الصحـــبة الطيبة (قصة للأطفال)

الصحبة الطيبة
 
نظرت ريناد ذات العشر سنوات إلى رفوف الكتب ..تمتمت متأففة (الكتب مُمِلة)..سمِعتها مسؤولة المكتبة ..فرفعت نظارتها التي كشفت عن عينين حنونتين..أقفلت كتابها واتجهت نحوها ..اقتربت منها تقول بصوتٍ منخفض لِئلا تزعج القراء الذين على المناضد يتصفحون: ( يا صغيرتي الكتب ليست مُمِلة ..بل مُسلية ومُفيدة ..)ابتسمَت وتابَعت ( أنا مسؤولة المكتبة ) مَدّت يدها لِمُصافحة ريناد التي َردت التحية وقالت( وأنا ريناد وهؤلاء أخواتي يقرأن القصص) مشيرة نحوهن..
التقطت المسؤولة كتاباً من رفٍ بجانبها وقالت(ما رأيك في هذا الكتاب ..إنه يحتوي على صورٍ للحيوانات ومعلوماتٍ عنهم) أجابت ريناد( قرأتُ الكثير عن الحيوانات في الحاسوب ورأيتهم في التلفاز) رجعت المسؤولة تقول(وهذا الكتاب عن البراكين والزلازل؟)قالت ريناد (لا يبدو الأفضل)..
فكّرت المسؤولة قليلاً ثم قالت(حسناً يا ريناد ..سأعيرك كتاباً خاصاً جداً ..اتبعيني).
في زاويةٍ من زوايا قاعة المكتبة الكبيرة كانت هناك واجهة زجاجية لغرفة صغيرة مليئة بالكتبِ المتراصّة والتي يبدو أنها كتُب مُميزة بغلافها ومُتجدِّدة بمحتوياتها كما قالت المسؤولة.
سحبتْ كتاباً يبدو أنيقا ..كان عنوانهُ (الصُحبة الطيبة) قالت بهدوء (هذا كتاب ٌقيّم ..لا أعطيهِ إلا للأشخاص المُهمين ..وأنتِ مٌُهمة بالنسبة لي ..سيُغير نظرتك عن الكتب حتماً بعد قراءته بإذن الله..سأعيرك إياه على أن تُعيديه للمكتبة بعد انتهائِك منه ليستفيد قارئ آخر) رفعتْ ريناد بصرها نحو المسؤولة وقالت (وما المُهم في هذا الكتاب ..عمّ يتحدث؟) قالت المسؤولة (إنه يحتوي على أشياءٍ رائعة وهادفة ..سأترُكه مفاجأة لك).
أخذتْ ريناد الكتاب وشكرتها بعد ان وقـّعتْ بإستلامهِ وعادتْ مع أخواتها إلى منزلها القريب من المكتبة..
حانَ وقت النوم ..اتجهت ريناد نحو سريرها بعد أن نظفت أسنانها وصلّت فريضتها وهاهي تستعد لتنام..لحظات سمِعتْ صوتاً يهمِس في الغرفة ويقول (اقرئيني..اقرئيني)رفعت رأسها تبحَث عن مصدر الصوت ونظرتْ نحو الطاولة الصغيرة بقرب سريرها حيث وضعت الكتاب عليها ..كان هناك شُعاع صغير جداً يظهر من الكتاب.. وبحذرٍ مدت يدها وأخذته ثم اعتدلت في جلستها و فتحت الصفحة الأولى ..
كانت هناك صورة جانبية في بداية الصفحة لسيدة تبتسم أخذت تحدثها موجهة كلامها إليها ..تمُد يدها قائلة ( أنا مؤلفة الكتاب ..ما رأيك أن نأخذ جولة مع هذا المجاهد المسلم ..طارق بن زياد) لحظات ورأت نفسها داخل الصورة مع المؤلفة وعبارات من حولها تحكي عن فتح الأندلس ..وكشاشة سينمائية كان المجاهد يقف أمامها فوق جواده (ياإلهي أنا في زمن طارق بن زياد ..يالها من مفاجأة كبيرة )..أخذت ريناد تستمع الى مؤلفة الكتاب وهي تشرح بإسلوب جميل كيف كان المجاهد طارق يستعين بالله تعالى ثم بجنوده البواسل في فتح مدن الأندلس وما حولها..
وفي رحلتها رأت صوراً كثيرة لهذا البلد الساحر وقـُراه وجباله..انتهت القصة الأولى ..شعرت بسعادةٍ غمرتها وهي تخرج من الكتاب بابتسامة جميلة مودِّعة مؤلفته..ثم صاحَبَها نوم هانيء ..بينما الكتاب يغفو على صدرها.
وفي اليوم التالي استيقظت ريناد سعيدة وراحت تقصّ على والديها وإخوتها وهم مجتمعون على مائدة الإفطار عن الرحلة التي صحبتها فيها مؤلفة الكتاب ومعهم طارق بن زياد..كانت علامات التعجب والدهشة ترتسم على وجوه الجميع..
جاءت الليلة التالية ..وفيما هي تستعد للنوم كان الصوت يهمس (اقرئيني..أقرئيني )تأخذ الكتاب وتفتح على القصة التالية ..تلمس الصورة واذا هي بداخله مع المؤلفة مرة أخرى و..القائد صلاح الدين الأيوبي ..الجندي المسلم تُشاهده في معركة استرجاع بيت المقدس خطوة خطوة ..مستعيناً بالله وبإيمانه بقدرة المُسلم على استعادة مقدساتهِ من أيدي العابثين ..قرأت ملحمة عن التفاني والتضحية من أجل رفع راية الحق ..ومن ثَمَ هاهي تغفو سعيدة بما قرأت.
تستيقظ لِتبدأ صباحها بحكاية المغامرة الجديدة أمام عائلتها ..كان الجميع يتلهف لسماع ريناد وهي تقصّ عليهم بأسلوب أدبي جميل عن قصة اليوم.
وهكذ أمضت لياليَ كثيرة مع كتاب الصحبة الطيبة ..إلى أن انتهت منه ..رجعت إلى مسؤولة المكتبة التي سُعـِدت حين قالت لها ريناد(الكتاب لن ولم يكن يوماً مملاً ..بل مشوقاً ومفيداً جداً..)
أصبح لريناد مكتبة صغيرة في غرفتها ..تضم قصصاً جميلة وانضمت أيضاً كعضوة في المكتبة العامة القريبة من منزلها.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق