احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الرسم بالكلمــــات

الثواني متباطئــة ،يجلسُ على حافة ِالسرير ، يَفـِرُّ بمسبحتهِ التي تلتصق بالتاريخ.

بضع حبــــــاتَ عرق ٍأندَتْ جَبينَه ، سَمِعَ وَقع خُطواته وقبُلة على يدِ أمه ، وهَمَساته التي تَسأل عن أبيـــــــه.

يَنقر البابَ خفيفاً، يواربه ، يدخل، يُقبـّل يديـــــه ..فيما ظلّ هوَ مشدوداً إلى وجه ابنه ينتظر خروج الكلمات مِن معاقِلـــــها ..الإبن يمارس الإبتسامة الصامتة.

يأخذ بيدِ أبيه إلى حيثُ العائلــــــة تجتمع حول مائدة عامرة تفوح منهــــا رائحة أشجار الزيتون وأعشـــــــاب الزعتر وخـُبز تنور ِالبيت الســــاخن.

راح الولد يحكي..يرسم لوحة بالكلمات هي أشبـــــه ما تكون بضربات بالفرشاة ..لِصور الإستشهاد ورموز الإنتفاضـــــة الباسلة.

لـَمِسَ الوالد في الآونة ِالأخيرة أنّ ابنه يـُكثِر الحديث عن الموت.

انتابهُ شيئ غريب، تذكـَّر قبل اسبوع حين أقبلَ صديق لإبنهِ لم يتوقع قدومه، يدعوه للذِهاب ِإلى مكانٍ غير مُنتظــَر.

رأى فيه خلسة ابنه مع مجموعـــــة يخرجون شبه مُتسَللين ، تذكـَّر المكان

فكثيراً ما انتابته الرغبة في الدخول إليه.

مـــرّت أيام..رأى ابنه وقد نبتت على مُحيّا وجهه لحية لم تُحلقْ.

دَخل عليه ابنه في يوم ٍقريب، وَ وهج ٌينبعثُ من مِحجـَري عينيهِ.

عَرف ما يريد..رفض الإمتثال لأمره..ولكن..كان الإصرار لدى ابنه يـَقوى كلّما سبقه أصدِقاؤه إليها.

ينظرُ إلى أبيه نظرة استعطافٍ وكأنها تقول..(لا تحرمني إياها..دعني أذهب إليها وأنت راض ٍعني)

رَجَع إلى غـُرفتهِ..وجـَلس على حافةِ السرير..فتحَ المذياع يتحيّن اللحظة المؤاتية ليسمع ما إذا كانت هـُناك عملية استشهادية ..بطلهَا يحمِلُ إسماً يَخفِق داخلَ قلبه.

**

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق