احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

بوح قلب


ليل معتم, شاطئ مهجور, صمت يتسكع حولي, ورائي مدينة مزدحمة تخلو منها الروح.أجلس وحيدة على مصطبة أمام البحر,عائلتي هناك تفترش الأرض,تتبادل الأحاديث وأكواب الشاي,ونسمات الهواء الصامتة, أفكر بذاتي, احاول أن أخمد كآبتي, لحظات,تشوشت أفكاري, الجو الصامت فجأة تغير,أضحى الضجيج يعم الأجواء,وابل من النسيم الرقراق هبط المكان,تاركا خلفه حالة ثقيلة من البشر يجرون هنا وهناك,أصوات أطفال يتمتعون بصدى أصواتهم الصاخبة.


لمحت صغيرا في عامه الثالث كما ظننت,يهرول بخطواته البطيئة وراء كرته المتدحرجة من تأثير حركة الهواء,كان ممتلئا بالحيوية ,متدفقا في حماس,نابضا بالحياة,البشر يلوح على وجهه,ويقفز من عينيه السرور,تتراقص كلماته وتتخللها ضحكات عذبة على شفتيه, مغنيا تارة ومناديا على كرته تارة أخرى, تكشف عن حالة وجدانية متأججة ببراءة الطفولة وحب الحياة , كان قريبا مني,لا أدري كيف امتدت ذراعاي نحوه وكأنهما طالا تلك اللحظة,أمسكته,في حين بدت ملامح الخوف والجزع ترتسمان على وجهه الجميل,اعتصره صدري.


تذكرت صغيري الذي نفق بعد ولادته بعدة ساعات,لم يكن الموت يفزعني بقدر ما كنت خائفة من الحياة بدونه,الحياة التي عشتها كل لحيظة معه وهو في أحشائي.حياة فيها كل يوم بداية ,بداية بلا نهاية,هكذا ظننت.
راح الصغير يعدو نحو أمه,بينما تركني أعدو بين أروقة الطب الحديث والقديم وحتى المشعوذين لم أمنع نفسي من التفكير بهم والاستعداد لزيارتهم,كل ذلك أملا في أن أحمل طفلا كان الأمل في تحقيقه ضعيفا,ولكن الله كان كريما.

تلك الليلة القاسية الخاوية من كل شيئ سوى كآبة وظلمة سوداء حين أخبروني أن طفلي متوفٍ دماغياً ولكن قلبه ما زال ينبض.
وكما السفن تتهادى على أمواج البحار بحنان تارة إلا أنها قد تغدر بها إلى أعماق مجهولة تارة,فتكبر المأساة ويعتريك إحساس غريب لم تألفه من قبل,ملؤه الأسى والحزن إذا ما وقفت في حضرة زوجين يناشدانك أن تتبرع بقلب ابنك ليعيش ابنهما.

ما زلت أحس بابني الذي لم أره كلما ارتأيت طفلا في عمر قلبه.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق